قد يظن معظم المتعالجين في عيادة طب الأسنان أن نتائج علاج أسنانهم تتوقف فقط على شهرة الدكتور الذي يتعالجوا عنده ، وإن كان هذا الكلام صحيح إلى حداً ما ولكن لو نظرنا إلى الواقع فأننا قد نجد الكثير من أطباء الأسنان نالوا الشهرة بسبب موقع العيادة في المدينة أو بسبب القبيلة أو العائلة التي ينتمي إليها أو بسبب الشهادات الرنانة التي حصل عليها أو المراكز التي هو معين فيها ( جامعات ، وزارات ، مستشفيات ) أو بسبب علاقاته الاجتماعية الكثيرة وكل ذلك ممكن ولكن ليس بالضرورة دائماً سبب في أن هذا الدكتور يعمل بشكل جيد وبشكل علمي ، والأكيد في علم طب الأسنان أن معظم المعالجات قد لا تظهر نتائجها السلبية إلا بعد سنة أو سنتين أو أكثر لذلك لا يمكن الحكم على عمل الطبيب بمجرد أنه عالج أسنانك وبدت من الوهلة الأولى رائعة الجمال ، بل يجب أن تنتظر سنين لترى النتائج أكانت سلبية أم إجابية ( تعفن الأسنان ، رائحة كريهة بعد تركيب التلبيسات أو الجسور ، تراجع لثة ..... إلخ ) .
وهنا في هذا الموضوع ننظر عن قرب إلى المقاييس التي تحدد نجاح دكتور الأسنان في مهمته العلاجية
إن نجاح دكتور الأسنان في مهمته العلاجية تتوقف عليه أولاً في المرتبة الأولى وعلى المراجع ( المريض ) في المرتبة الثانية
بالنسبة لدور لدكتور الأسنان : يجب أن تتوفر فيه الكثير من الشروط حتى يكون دكتور أسنان ناجح ، فالعلم والمعرفة في طب الأسنان بالتحديد لا يكفي لوحده لصنع طبيب أسنان ناجح فالابتسامة التي خلقها الله والتي ترسم على وجه الإنسان الحسن والجمال بحاجة إلى طبيب فنان ( يده خفيفة ) وصاحب نظرة ثاقبة لتدخل فيها وتصحيحها إن كان بها عيب بالأضافة إلى أشياء أخرى سيتم شرحها لاحقاً .
والأن أستعرض معكم بعض الصفات التي يجب أن تتوفر في طبيب الأسنان الجيد ( من وجهة نظري )
1- من أول صفات طبيب الأسنان الناجح هو مخافة الله في عمله وفي مرضاه
كيف ذلك وكيف يؤثر ذلك على العلاج ..؟؟
إن دكتور الأسنان الذي يخاف الله لا يرضى أن يضر مرضاه أو أن يكون غير صادق في عمله أو في نصيحته لأنه يعرف أن الله يراقبه في الصغيرة والكبيرة سواء كان ذلك على سبيل إبداء النصيحة ( دون التفكير بمبدأ الربح والخسارة ) أو عن طريق الاعتناء بتعقيم الأدوات والعيادة ( نقل الأمراض السارية والمعدية ) أو ألأهم عن طريق تقديم عمل يرضاه الله من حيث الإتقان والجودة
فبالنسبة لتعقيم الجيد : إن التعقيم الجيد لا يعني إن كانت العيادة التي يعمل بها حديثة أو قديمة ، صغيرة أو كبيرة ، في قرية أو في مدينة ، في أمريكا أو في بلد صغير في غابات أفريقيا ، فالتعقيم لا يمكن لأحد أن يدركه سوى طبيب الأسنان نفسه وهي علاقة لا يعرفها إلا الله تعالى ، أن مجرد أن الطبيب تساهل في تغيير إبرة سحب عصب أو إبرة مخدر يمكن أن يتسبب في كارثة بدون النظر إلى شكل العيادة والأثاث أو شكل وترتيب الممرضة أو الدكتور لأن هذه الأمور لا تلعب إي دور في التعقيم ، وإن ما نراه الأن من البذخ والعيادة الفاخرة المجهزة بأفخم الأجهزة لا تعني بالضرورة أن تكون الأدوات فيها معقمة ونظيفة ، مع أن الكثير من الناس ينغرون بهذه المظاهر الجوفاء والتي تمثل بنظرية عملية جديدة لإبتزاز المرضى .
أما من الناحية الطبية كمثال على ذلك يكفي على الطبيب أن يأخذ قياس الأسنان بمادة أللجينات ( وهي عبارة عن بودرة تخلط بالماء ) ليتكون عندك مشكلة طوال الحياة من رائحة الفم الكريهة والسبب أن هذه المادة قديمة ولم تعد تستعمل لأنها تعطي تركيبات ( تلبيسات ، جسور ) أكبر من مقاس دعامات الأسنان ( الأسنان المحضرة والتي سيركب عليها التركيبات ) مما ستشكل أفل التركيبات مرتع للجراثيم والميكروبات
على عكس المواد الحديثة والتي هي بالتأكيد أغلى منها والتي تتكون من مرحلتي قياس من أجل أن يكون القياس أدق ( المرحلة الأولى عبارة عن مطاط صلب والمرحلة الثانية تتكون من سائل يوضع داخل الطبعة المطاطية يتجمد حين وضعه في الفم ويأخذ أدق التفاصيل الأسنان المحضرة ) .
( ملاحظة هامة : الخزف الحديث ذو القاعدة الزيركونية يحتاج إلى قياس ثالث قبل التصنيع مما يعطي قياس شديد الدقة )
طبعة اللجينات والتي تحضر عن طريق مزج الماء وبودرة اللجينات
طبعة المطاط لاحظ كيف تتألف من لونين
2- ومن الصفات الهامة الأخرى وخاصة في مجال تركيبات الأسنان هي هل الطبيب بطبعه فنان وذواق للجمال ذو بعد نظر جمالي وفني أم لا :
لأن طب الأسنان الحديث لا يعتمد فقط على العلم ، وإنما يعتمد على الفن والذوق ، وكثيراً ما نرى مراجعين في عيادتي ممن دفعوا الكثير على التركيبات وعلى علاج أسنانهم ولكنهم لم يحصلوا على نتيجة جميلة ومرضية ، لا لأن العلاج غير ناجح بالمعنى الطبي وإنما لأن التركيبات غير جميلة وغير طبيعية ، فبعضهم يأتون يعانون من اختلاف في اللون بين أسنانهم الطبيعية والتركيبات وبعضهم يأتون بسبب اختلاف بين حجم الأسنان الأصلية وحجم أسنان التركيبات عداك عن البعض الذي يراجعني من أجل التهابات اللثة التي استفحلت بعد تركيب الأسنان ، السبب طبعاً سوء تحضير الأسنان وسوء انتقاء نوع الأسنان وسوء التصنيع عند مخابر لا تعتني بالناحية الجمالية لتركيبات وكل ذلك يتحمل مسؤليته الطبيب قبل كل شيئ فلو كان طبيب الأسنان ذواق وفنان لما قبل ذلك لزبون عيادته لأن الزبون المراجع للعيادة برأيي هو لوحة فنية بحاجة للمسات فنية متقنة .
3- أما الأمر الأخر والأهم بالتأكيد لنجاح عمل الدكتور فهو موضوع انتقاء دكتور الأسنان للمخبري :
المخبري الجيد الذي لا يتدخل في دقة أخذ الطبعات ولا يعدل عليها ، والأهم من ذلك أن يكون المخبري فنان ومبدع الذي سيعطي العمل حقه من الناحية الفنية ، مع أنه أنا أفضل أن يكون المخبر دائماً ضمن أحد غرف العيادة حتى يتم مراقبة عمل المخبري خطوة بخطوة ( كما هو حاصل في عيادتي ) .
وبعكس ذلك ومع الأسف هذه الأيام قد تجد الكثير من المخابر التجارية التي قد لا تلتزم بأدق المعايير الطبية مع أنها .......... تعطي إنتاج جميل الشكل .
دور المراجع لعيادة الأسنان في نجاح علاج الأسنان :أيضاً كبير جداً وقد يفوق الذي ذكرته سابقاً فأولاً دوره في انتقاء الطبيب الجيد الذي سيعالج أسنان ، ثم السماع لشرح الدكتور وإنتقاء الأنواع الجيدة من التركيبات ومن ثم الالتزام بنصائح الدكتور المعالج من تنظيف الأسنان إلى أخذ الأدوية بانتظام إلى المراجعة الدورية لدكتور عند الشعور بأي ألم
وأخيراً : يا صديقي أن ما تنفقه من مال في سبيل صحتك هو صدقة تؤجر عليها يوم القيامة
وفقكم الله